بدا لي أنك تتحدث بمرارة وسخط على  ما آلت إليه الأمور فيما يخص هذا الموضوع وهو عبارة عن تاريخ الأجداد وما قبل الأجداد وحكاية الأحفاد ، ورحت إلى قوقل لأبحث عن مفرادات الوفاء والتفاني والإخلاص التي كانت تتخاطر إلى بالي أثناء قراءة ما كتبته . فكرّتُ بأن أبحث في قوقل ضمن المحتوى العربي عن هذه المفردات بالعربية ولكني كنت غير مقتنعا  من أنني سأجد أي مادة جديرة أو أقل من جديرة عن هذه المفردات. وإن وجدت فلن تكون مقنعة أو كما يجب أن تكون. فآثرت البحث في المحتوى الإنجليزي وما أكثره على الإنترنت على حبي لتلك اللغة الأجنبية. وإذا كنّا نفتقد الإحساس بوجودنا وغياب النظرة الموضوعية والواقعية للأمور فإننا حتما سنكون الطرف الخاسر دائما وفي أي معادلة. لم نتربى على القيم العالمية والإنسانية بل تربينا على اسلوب "الفزعة" في حل الأمور وعدم الجدّية ، فكنّا كالأنعام بل أضل سبيلا كما وصفهم الله عز وجل في كتابه العزيز.

البعض يقول بأن محمدا أرسل للعرب لأنهم أشد كفرا وجهلا وظلما ولأنهم كانوا طغاة. فالجهل يؤدي الى الاستوحاش وظلم الآخرين على النقيض من العيش بسلام وأمان بعكس النور وحب الخير وكلها قيم موجودة عندنا ولكنها ليست مؤسسة جيدا. التعليم في الجامعات نتعلمه حتى يقال عالما وقس على ذلك الكثير من أمور حياتنا في النفاق الاجتماعي المقيت والتودد وكسب الود على حساب المصلحة العامة.

خاجلني نفس الشعور بالظلم والغبن والاستنكار والنقمة على ما آلت إليه حال فلسطين في النصف الثاني من القرن المنصرم ونحن نقرأ التاريخ ، ولكن نجد أن إنعدام إحساس المرء بآدميته وفقدانه للبوصلة القيمية تؤدي به إلى الفشل في أحيان كثيرة. فالفقر وقلة السلاح لم تكن مبررا لعدم المقاومة ومبررا للإستسلام ، ولكن الإنسان يكون قويا بإيمانه وبمعتقداته ولكن ضمن منظومة الخير وأن يكون المبتغى هو العيش المشترك والؤام ومن ثم البناء ونبذ التمييز بكل أشكاله.

لا يمكن لنا أن نقود العالم إذا لا زلنا نريد أن نفرض عليه أفكارنا ومعتقداتنا وطريقة عيشنا، يكفينا أن ندافع عن مقدراتنا في هذه المرحلة على الأقل. ومن هنا تنبع معضلة الخلط بين المعتقد والواقع وانعدام الفهم لها أو الفشل في المواءمة بينهما أو التوفيق بينهما، فنحن نريد أن نفعل كذا وكذا دون تخطيط محكم ونظرة ثاقبة يراعي مصلحة الآخر قبل مصالحنا (نكران الذات) في سبيل ترك السفينة تسير إلى بر الأمان.

إنّ البحث في الإصلاح هو من أصعب البحوث الفكرية على الإطلاق لأنّ تطبيق الأفكار على جميع الناس لا يمكن كما أنّ جمعهم على قلب رجل واحد قد يكون من أصعب الأمور لأن الإختلاف رحمة على ما يبدو. فلا بد من وجود المعارضة في أي مجتمع سكاني وإلا فإن الخلل حاصل والمجتمع ميّت ، والتقدم معدوم.

السلام عليكم
خلدون عبد النبي



Comments

  1. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  2. اشكرك لمرورك الكريم علي مدونتا المتواضعة نسعي لاسعادك
    ارجو ان تشترك معنا
    http://gmalro7y.blogspot.com/2012/05/blog-post_26.html
    في انتظارك

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

العنصرية والتمييز حقيقتان تحتاجان الدراسة ٌRacism and Discrmination, Two Facts in Need for Study