اللغة، الأفكار ، الكتابة (رأي حر)



اللغة، الأفكار ، الكتابة

Language, Thoughts and Writing

 أنا الآن في مكان العمل وما يُمليه عليّ ضميري هو انّه قد لا يكون من اللائق أن أكتب أو أدوّن أفكاري إلا في ظرف الراحة أي في وقت الإستراحة ويجب عليّ أن اخصص وقتي كله لخدمة مُستخدمي وأعطيه كل ما عندي للأمانة وراحة الضمير والشعور بالراحة عموماً.

قد تنبُع مشكلاتنا من أمور سطحية لا نلق لها بال ولا نهتم بها ولكن بتكرارها وكثرتها فإنهاتصبح ذات وزن وأثر في عموم حياتنا. وهنا أنا أعني السلوك أو السلوكيات أو المسلكيّات سمّها ما شئت! أمورٌ صغيرةٌ لا نُلق لها بال تتجمع وتتراكم وتتكرر ومن ثم نحصد نتائجها فيما بعد.

دعوني لا ألتزم برتابة الكتابة وبالأبجديات التي علّمونا أيّاها في المدرسة وفي الإعلام بكافة أشكاله وخاصة المواقع التعليمية. فهل صحيح أنّ جميع الكتّاب يلتزمون بمقدمة وسرد تاريخي للموضوع ومن ثم يجب أن يكون لكل فقرة فكرةٌ رئيسيةٌ ثم يتبعها أفكارٌ ثانويةٌ ... ألخ.

قد يحتوى المقال أكثر من فكرة وأكثر من موضوع حتى. في كثير من الأحيان تتبخر الأفكار بينما نحن منشغلون في ترتيبها أو تنميقها أو في البحث عن المُفردة... فالفكرة مكانها الرأس وهو منبعها ومخرحها اللسان وما تعلمناه من لغة (المُفردة). ويحتاج الإبداع الى التفكير خارج الصندوق وهذا الأخير هو الروتين والمعتاد واليومي والسائد ... يمكن أن يكون خارج الصندوق هو تطوير لفكرة موجودة ولكن أنت تتعمق في دراستها وتطورها حتى تكاد تكون منفصلة تماماً عن الفكرة الأساس أو لا تشبهها إلى حد كبير.

يحضرني في هذا الإطار، تطبيق الأفكار في أكثر من مجال، ويكون التطبيق الناجح هو الملائم للمجال الذي يتعطش لمثل هذا التطبيق. خذ على سبيل المثال الرادار الذي بدأ مُستخدماً في المجال العسكري ثم تم استخدامه مدنياً. هنالك الكثير من الأمثلة الشبيهة.

فهل يُمكن تطبيق أفكار إنسانية بحتة في مجالات إنسانية؟ وهنا يتبادر إلى الذهن كيف قسّم العارفون العلوم إلى علوم إنسانية وأخرى بحتية ولا أريد تسميتها بالعملية فحتى المجالات الإنسانية هي علمية.

ولكني أزعم أننا نحن بني البشر ما زلنا نجهل كنه الإنسانية ونحتار في تعريف ما هو انساني.فكل شيء مادي بلا شك يتعلّق بالإنسان لأنّ الكون خُلق لخدمة الإنسان الذي هو محور عمل الساعة. الكون كله يعمل للإنسان وغير الإنسان.

العلوم البحتية في خدمة الإنسان

قبل قليل كنتُ اناقش زميلي عن نص كتبتُه وعلّق عليه. المهم هو السيطرة على الفكرة لأن الفكرة لا تبقى ومن السهل أن تتلاشى بتزاحم الأفكار التي تُشكل أحياناً سيلاً في نفق ...

وما أجده هو أنّ الكاتب الجيّد عنده إلمام بمفردات اللغة التي تنمو بالمطالعة والإحاطة بمختلف المواضيع. فكيف يُمكن إيصال فكرة ما دون مفردات؟ قد يتمكن البعض من ذلك وأنا مع انسيابية اللغة ومفرداتها ولا بُد من التعبير بأي جهد... فلسنا جميعاً نمتلك ملكة التعبير اللغوي. وقد تكون الفكرة المكتوبة بلغة بسيطة وسهلة وغير مقعدة أكثر نجاحاً من الأفكار المكتوبة بلغة شديدة التعقيد وبمفردات مفخّمة.

فالسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو هل المفردات ترفع من جودة الموضوع وتسرّع في فهمه واستيعابه من قبل المتلقي الذي هو محور اهتمام الكاتب أو صاحب الرأي؟ الإجابة نعم إلى حد كبير ولكن لا يجب أن تكون الكلمات خادعة.

وهنا يتبادر إلى ذهني ضياع المفردات أو عجزنا عن إيجاد اللغة (لغة الحوار والتخاطب والتفاهم). نحن بني البشر خُلقنا نتواصل بلغة التي من خلالها نفهم بعضنا البعض بسرعة وسهولة (كما هو مفترض). انظرُ إلى الخلافات بين الأفراد على مختلف مسؤولياتهم فلا أجد المفردات بينهم للتفاهم والتخاطب حتى يوقفون خلافهم. من هنا يجب التوسع في البحث عن دور اللغة في استقرار الشعوب وتطورها ونموها. هل اللغة ومفرداتها وتطورها التاريخي تلعب أو لعبت دوراً في تنمية ونهضة تلك الشعوب الناطقة بها؟

انتهى

 

 

 

Comments

Popular posts from this blog

العنصرية والتمييز حقيقتان تحتاجان الدراسة ٌRacism and Discrmination, Two Facts in Need for Study