خاطرة حول الزمن والحياة

الثابت الوحيد ان اليوم ليس كالأمس وأننا عن علم غدٍ عمين. 
الشيء الذي لا تستطيع إيقافه هو الزمن وتقادمه عليك.
طفولة ثم شباب ثم هرم.

حتى انك تدرك غالباً كيف أن جسدك قد تغيّر وضعف بالنسبة للماضي، فلم تعد تقم بما كنت تقم به من ركض ورياضة . كانت قوة الشباب تدفعك وتلهبك... فعنوانها السبق والمنافسة.

لم تستطع كل العلوم منذ بدء الخليفة حتى اليوم ان تعيد النظارة والعنفوان وتمنح جسدك المتهالك القوة التي كان يتمتع بها. ولا اي دواء يعيد لك الطفولة او الشباب. وهذا ينسحب على الجميع وعلى الاطلاق لا بل على كل كائن حي. 
فما اسرع تبدل الأحوال والأهوال!

 للإنسان ماضي يفخر به ... يحمله معه. ويجب ان يكون له تأثير في الحاضر من حيث منح الحكمة والقناعة والسعادة. لأنك عشت زمن لم يعشه ابناء اليوم من حديثي السن. انت رأيت وعاصرت وراقبت تطور الأمور وحداثتها.
كيف يحصل الانسان المتقدم في السن على الاحترام لأن تجربته في الحياة أقدم. فهو رأى منها ما لم يرى الجدد.

من هذا المنطلق ، الماضي جميل ويبقى أثره حتى الساعة ولهذا كلما قدم الشيء زادت قيمته وعز ... وهذه قاعدة ثابتة لا تنطبق على زمن دون آخر ... أي ستبقى الأجيال تتوارث وتبقى الكنوز نفيسة لو بعد ألآف السنين وتكون من عصرنا.

لكن الحقيقة الثابتة انك ابن لحظتك وابن ساعتك ويومك طالما انك على قيد الحياة... فلا شيء يمنعك... الإنسان يبقى ضعيف أمام الشر والنفس أمّارةُ بالسوء. 
لذلك قالوا لا تمتدح الانسان طالما انه حي يُرزق لأنه معرض لزلل والكبوات حتى لو بلغ من الحكمة والعلم أي مبلغ. ولكن لا ينطبق هذا على من ودّع.
انت مُسيّر بمعنى ان تأثيرك على مجرى حياتك ضئيل جداً لأنك تخشى التغيير وهذه طبيعة الإنسان.
وأنك جئت الى الدنيا دون أن تختار ، لم يختر أي أحد المجيء ... وها قد وصلت وخبرتها جميلة لطيفة تحتاج لعقل يفهمها ويستوعبها ولا يستعجل صبور وفكور.
الحديث يطول ومشاركتي هذا ليست إلا محاولة فردية ذاتية ومع العلم اننا لا نقرأ ولا نتعظ.

Comments

Popular posts from this blog

العنصرية والتمييز حقيقتان تحتاجان الدراسة ٌRacism and Discrmination, Two Facts in Need for Study