عن الخير والشر

هل يوجد نظام لتصنيف هذا خطأ أو صحيح؟

قد يكون ما يدفعني أنا بالذات إلى الكتابة هو حب الشهرة والأنانية المسكونة في نفس الإنسان.

غالباً ما نصّور الشيطان على شكل ما ويُمسك بشوكة من حديد وله قرون ولكن الفكرة أعمق من ذلك بكثير، فنحن لم نصوّر الآلهة مثلاً كما نفعل مع الشيطان. في الدين الإسلامي على الأقل.
ولكن هل يولد الإنسان شريراً؟ جوابي هو نعم وأنا مع الذين يقولون بذلك لأن الإنسان عبارة عن وراثة وجينات ... فالأنانية وحب الذات والغرور موجودة عند كل طفل وتتعزز هذه الأمور مع التقدم في العمر وتهذبها المجتمعات أو تلهبها.

جاءت الأديان لتحد من طغيان البشرية.
العنف متجذر في الإنسان ويظهر إذا حرمته من حقوقه كما أي كائن حي آخر يريد أن يحافظ على حياته حرّة كريمة.
ويتبدى الشيطان جليّاً في المواقف الحسّاسة والخطيرة والمفصلية من الحياة. فيخرج الشيطان (العمل الشرير) ليعطل تطوّر معين أو يحسد الإنسان أخيه الإنسان في أحلك الظروف. يبقى العمل الشرير مستمر ولا يتوقف.

الشر عند الإنسان يختلف من شخص لآخر في نسبته وحجمه ، الشرير يستخدم ذكائه وضعف ضحيته أو خصمه للإنقضاض عليه واستغلال الموقف ونقطة الضعف ولحظته.

الشخص الشرير يتخذ المواقف الصعبة وغير الإنسانية في حق وطنه، عندما يكون الوطن في حاجته. فتجده يتنكّر لكل شيء ولكل القيم والمبادئ الإنسانية من أجل اشباع طمعه وأنانيته ورغبته في إلحاق الضرر بالآخر سواء كان خصماً أو غير خصم.

شهدتُ على مواقف تبدّى بها الشر جليّاً، رغبة في الإضرار والتدمير والإنتقام والحقد الدفين.
الشيطان (العمل الشرير) قد يُعطّل مصلحة لشخص أو مجموعة أشخاص دون مبرر.

إذن الشيطان ليس كائن حي بل هو العمل الشرير الذي يمتاز بكل الصفات الذميمة التي لا تترك الأمور تسير على ما هي عليه دون أن يتضرر أي إنسان كائن حي منها.

أي عمل لا يضر هو عمل خير.

أي فعل يُعطّل سير الحياة الطبيعي والطبيعة هو عمل شيطاني شرّير.
الكون مليء بالأعمال والنوايا الشريرة وهي أمراض أي أمر أو فعل أو نيّة سيئة ترغب إحداث وإلحاق الضرر بالآخر لسبب غير وجيه ولا منطقي. لمجرد الضرر فقط.

العامل الشرير لا يرغب بأن يرى الناس سعيدة بل يريدهم تُعساء رُبما لأنّه هو تعيس فيريد أن تكون الناس الآخرين تعيسة مثله.
مرّة أخرى، لم يدخل أحدكم في نفسي ويكشف لما أنا أكتب، ما هو دافعي للكتابة. هل أبحث عن الشهرة؟

وأحيناً أسأل نفسي لما الكتابة وماذا سيستفيد الآخرون وهم عندي لا يقرأون ولا يتعظون ولا يتعلمون مما يقرؤونه ويشاهدونه.
التسامح قيمة كُبرى وجليلة ولا تجد عن كل الناس، فمنهم من يستغل اللحظة حتى ينتقم لما في نفسه وما توسوس به من فعل الشر.
أتكّلم عن عمل الشر ولا أتكلم عن فعل الخير لأنّ ضرر الأوّل أكبر وأثره أعم. وكم مرّة يدفع الخير الشر. والحسنة السيئة.

إذن الشر يأتي مع الإنسان منذ ولادته ولكن الظروف تهذبه أو تسعره فيما بعد.

نعم في المواقف القومية والوطنية تبين المعادن ويستبين الخبيث من الطيب. فمنهم من لا يتخذ موقفاً وهو بذلك يكون سلبياً ويترك الأمور تسير كما هي. ومنهم من يتخذ مواقف إيجابياً ويرفض، وهو الطرف الواضح غير الغامض.

قد يشعر الإنسان بعدم الأمان نظراً لتفوق ونجاح الآخر الذي يتخذه خصماً لسبب أو بدون سبب. لذا برزت أهميّة إخفاء الإنجازات والنجاحات حتى تتم مئة بالمئة لا أن نكشف عنها قبل تمامها فيستغل الذي في نفسه مرض ويُحاول تعطيل المسيرة أو التأثير عليها بأي شكل من الأشكال.

الفراغ يقود إلى ارتكاب أعمال الشر.

تعود فكرة الشيطان (وهو ليس كائن حي) إلى أحاديث البشر في إطار التديّن، فهو الذي وسوس لآدم ليأكل من شجرة التفاح ويُغضب الرب ومن ثم يُنزله الرب إلى الأرض عقاباً ويقول له عليك أن تعمل خيراً ولا تطغى في الأرض وحذّره من الشيطان وأعماله الشريرة لأن الأخير عصا الرب وهو عدو الإنسان.
إذن عمل الشر بالنتيجة هو عدو الإنسان ونستطيع أن نستنتج أنّ الإنسان عدو نفسه. إذا كان الإنسان عدو نفسه فهو الشيطان (فاعل الشر) وهو الملاك (فاعل الخير) في آن واحد.
الحياة تمضي سواليف وأحاديث ... قالوها ونؤكدها دائماً.

خلدون القيسي


Comments

Popular posts from this blog

العنصرية والتمييز حقيقتان تحتاجان الدراسة ٌRacism and Discrmination, Two Facts in Need for Study