زيارة الحاج البابا للأردن وما سبقها وتخللها وتبعها


ابتداءاً ، قبل أسابيع قليلة مضت تظاهرت نساءٌ أُردنيّاتٌ بعد استخدام الحجاب كرمز للإرهاب والتخلّف في معرض سوفكس ، وسبقَ ذلك وتبعهُ حملةٌ إعلاميةٌ رسميّةٌ ترويجيّةٌ مُكلفةٌ  لزيارة البابا (الحاج) إلى الأردن ومروراً بمرافقة البابا على أعلى المستويات الرسمية وبشكل مُبالغ فيه علماً بأنّه، أي فرانشيسكو، حاج مُتديّن ، نُدين له وللدين المسيحي بكل الإحترام والتقدير. و لا أظنُ أن أي حاج يحتاج إلى طقوس رسمية وموسيقى وطلقات مدفعيّة،  بل يرنو الحاج إلى الهدوء والسكينة والتأمل في مكان المغطس المقدس لدى الأخوة المسيحيين، شأنه في ذلك شأن أي حاج.

 وأخيراً وليس آخراً الإزدراء المُتعمّد للغة العربية، لغة البلاد والعباد والدين الإسلامي الحنيف وعلى أعلى المستويات، لغة القرآن و محمد صلعم . كنتُ أتمنى أن نعكس الجانب الثقافي والإنساني للعرب المسلمين في الأردن من خلال مُخاطبة البابا باللغة العربيّة وهو الذي خاطبنا بلغة المسيحيين القدماء (الإيطالية) وأبى البابا، وهذا شأنه، إلاّ مخاطبتنا باللغة بالإنجليزيّة وهو المُلم بأكثر من ثلاث لغات. التصرفات الرسميّة تستفز الإنسان المُسلم المُعتدل في أفكاره وتوجهه فما بالك بالمتطرفين. 

أنا لستُ مع الحجاب دائماً ولكن لا أرضى أن تُوصم كل من تلبس الحجاب بالإرهاب والعنف والساديّة. وحتى أنني لا أرضى شيطنة الآخر، أيّاً كان، مهما صدرَ منهُ. إنّ المُراقب للمشهد عندنا يستعصي عليه فهم كثير من الأمور والتصرفات ولكن يقتنع في كل مرّة بأنّ الأمور كلها تسير نحو إرضاء الخواجة وهذه كلها أمور تتعلق بالأشخاص وما لديهم من شعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس.

في إعتقادي أنّه يجب على السلطة العُليا والقيادة في أي بلد توخي الحيطة والحذر دائماً وعليها أن تعكس رأي الناس في الشارع وتحس نبض رعيّتها قبل الإقدام على أي عمل. وفي عالم اليوم، تلجأ الحكومات إلى الإستفتاء للإسترشاد برأي الشعب والإتكال عليه في مواجهة القضايا الشائكة والخلافيّة.

وفي الإسترسال عن زيارة البابا والزخم الإعلامي غير المسبوق وغير المبرر، أقول حتى الغرب المسيحي لم يعد متديّناً كما كان ، بالرغم من تغلغل المتديينين المسيحيين المتطرفين إلى مراكز صنع القرار في أمريكا وغيرها من الدول الأوروبية، والحالةُ هذه نستغرب التهليل والتطبيل والتزمير، هل أصبحنا دولة متديّنة في عشيّة وضحاها. إنّ الأجدر بنا أن نعطي الأمور من الإهتمام ما تستحق. وليكن هذا الحدث درساً قاسياً لنا لا ننساه أبداً ما حيينا.





Comments

Popular posts from this blog

العنصرية والتمييز حقيقتان تحتاجان الدراسة ٌRacism and Discrmination, Two Facts in Need for Study