عن مدينة معان الأردنيّة About the unrest in Maan city in Jordan

عن معان

أكتب في هذه العُجالة عن معان المدينة الأبيّة ، وكثيرٌ من الناس كتبوا عنها. ولكن يجب أن نُدرك تماماً بأنّه يجب علينا الإبتعاد عن الإساءة اللفظية لهذه المدينة ولأهلها الطيبين الشجعان. لأنّ أهل معان من الناس أصحاب النخوة والحميّة، ولكن كما نعلم جميعاً أن الظروف الإقتصادية التي يمر بها الوطن والأوضاع السياسية الإقليمية المُحيطة تضغط على الناس جميعاً في الأردن وخاصة أهلنا في محافظات الجنوب كما الشمال والوسط والشرق في وطننا الغالي.

ثمّة عتب على الدولة والحكومة وربما يكون هنالك عتب على القصر بسبب سوء إدارة بعض ملفات الفساد وبطىء الإصلاح ومكافحة البطالة واستشراء الفساد وشراء الذمم على المستوى الرسمي.
هنالك مطالبات بالإصلاح، ولكن أبرز ما أعلم به من مطالب هو رفع الحالة الأمنية وتخفيف التأهب الأمني المحيط بالمدينة ، وقد يكون هنالك إستفزاز للمواطنين من التعزيزات الامنية ونقاط التفتيش المنتشرة داخل وفي محيط المدينة على وجه التحديد. ولكن ليت أهلنا في معان يدركوا أن الأمن هو لمصلحة الجميع وأن الإجراءات الأمنية تهدف لإلقاء القبض على كل مُخالف للقانون . لأن في ترك الخارجين عن القانون واصحاب السوابق مضرة للمدنيين الآمنين.

نعم بلدنا في حاجة ماسّة للإصلاحات الساسية والهرمية والقاعديّة ، وإن شاء الله ستكون الأولوية في المستقبل القريب جداً لتنفيذ هذه الإصلاحات التي يُطالب بها الجميع. ومن أهم الأسباب أيضاً التي تدعو الى الغضب والمضي نحو الفوضى ، وإن كان هذا ليس مبرراً، هو الإنتشار الرهيب للبطالة وبشكل مخيف جداً. ومن المعلوم أنّ الفراغ يُجلب الفساد والإفساد والمشاكل لصاحبه. وهذه المسألة "البطالة" يجب أن تكون أولى الاولويات على الإطلاق لأن في السكوت على مشكلة البطالة فتح الباب للمشاكل التي ستتطور لا سمح الله إلى أن ينزلق الوطن كله إلى ما لا تُحمد عقباه، لا قدّرَ الله!

أمّا فيما يخص من يشارك في التدمير والتخريب والفوضى في معان، فقد شاهدنا على شاشات التلفزة أفراداً مُلتحين ويضعون الطواقي البيضاء على رؤوسهم ويبدون للعيان وكأنهم "متشددون" ... وهؤلاء ربما يكونوا من السلفيين. وعلينا الحذر بأن لا نترك المجال مفتوح لمثل هؤلاء ليبثوا سمومهم في جسم الوطن ويسوقوا الأبرياء والمُغرر بهم من أبناء مدينة معان الأشاوس إلى المهالك والإرهاب والعصيان والصدام والإقتتال مع رجال الأمن الموجدون لحمايتنا والذين لن يستخدموا العنف في وجه المواطن العادي على الإطلاق.

إنّ أي رجل أمن أو دركي يحاول أن يستغل الأوضاع والتصرف فردياً فسوف يواجه عقوبة رادعة من الدولة والمواطن. لأننا يجب أن لا نسمح بالمزاجية والعصبية أن تكون بين أفراد الأمن العام على حساب التعليمات والأوامر الصادرة من القيادة العليا. وهذا أكثر ما أخشاه وهو التصرفات العصبيّة الفردية من قبل رجال الأمن والدرك وخاصة أنهم حديثوا الإنضمام الى السلك الأمني ولم يتلقوا التدريب الكافي.
أتمنى أن تباشر الحكومة بمعالجة مشاكل الجنوب عامة ومشاكل معان خاصة اليوم وليس غداً وحتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث المؤسفة مستقبلاً.


بقلم خلدون القيسي

Comments

Popular posts from this blog

العنصرية والتمييز حقيقتان تحتاجان الدراسة ٌRacism and Discrmination, Two Facts in Need for Study